الاثنين، 10 سبتمبر 2012

عيون الأطفال

نقطة ضعفي الوحيدة ... هي الطفولة ! لا ادري حقيقة لم تتجمد خطوتي ... و تقف عقارب ساعتي ..و تولد بسمتي عند رؤية عينا طفل ... اي طفل ! لا أستطيع تفسير و فهم الشعور الذي يعتريني عند رؤية ابتسامة طفل ... أياً كان جنسه .. و عمره ... و لونه .
ألستم معي ان للأطفال عيون كلها تشبه بعضها البعض ؟؟
متشابهة في طريقة النظرة .. في زاوية النظرة ... في الصفاء .. في الرقة .. في الومضة ... في البحلقة في عيون الكبار؟ متشابهة في استجداء العطف ! في الخجل من شعور الحاجة ! متشابهة في عنف الطلب .. في رفض الواقع ! متشابهة ... في قسوة الزعل .. و في ضعف الحب ؟!في وجوه الأطفال عيون .. أجمل ما خلق الله .. لا فرق بين عيون الأطفال مع اختلاف الالوان و الأجواء و الأماكن و اللغات ؟! لغة عيون الأطفال واحدة .. لها بريق خاص بها وحدها .. و تصدر اشعة تضاهي روعة اشعة الشمس عند الفجر ! و لهم نظرة شفافة .. تحاكي شفافية حبة المطر في اليوم المشمس ! من شدة لمعان نظرة الطفل تشعر كأنك تسبح في بركة ماء .. رقراقة .. شديدة السكون !
عيون الاطفال .. عالم عجيب .. ساكن النظرة رغم الصراخ و العويل ؟ فاحص النظرة رغم اللامبالاة في المظهر الخارجي ! ثابت النظرة رغم العبث الطفولي .؟ باحث النظرة ...رغم الهدوء الظاهر لنا و سكون الاعضاء . عذب النظرة ... رغم سلاطة اللسان ... و تبجح الالفاظ ؟؟ صافي النظرة ... رغم تذبذب الانفعالات و شطحات المشاعر ؟؟
كلما رأيت طفل مع والديه أو أى مرافق ... أتابع نظراته و أركز على عيونه ... دائما الكبار لا يلحظون نظراتي له ...ولكن دائما عيناه تصطادني و بطرف خفي ... ينظر الي .. !! فتلتقي عيناي بعينيه ... فأبتسم ...فيبتسم ... و بطرف خفي يتابع النظر في عيني ... و فجأة أختفي منه .. فتبدأ عيناه رحلة البحث عني ! و يميل برأسه عله يصطاد عيوني مرة أخرى ! و بدون مقدمات ... أظهر أمامه فجأه !! فيبتسم ...وتضحك عيونه :-) و هنا تبدأ لحظة التعارف ... و يظل حديث العيون حتى نفترق !
كل ذلك يحدث ولم يلحظ من معه أنشغال نظرته معي !!ولا ابتسامته !ولا لهفته في بحثه عني ! و انكسار نظرة الفراق ! سؤاالي هو كيف نكون مع اولادنا ..ولا نلحظ عيونهم ؟ كيف نكون معهم و لانلحظ أنهم يتطلعون الى غيرنا ؟و يرتبطون و لو نظريا بمن لا يعرفون ؟و كيف يبحثون عنهم ... و كيف يودعونهم فقط بالعيون ؟ و أقسى ما يؤلمني .. عيون الطفل الباكيه .. عندما تُستفز ... لتترقرق بالدموع ! و تُستحفز .. لتتوه النظرة ؟ و يصرخ الالم ... لتتساقط حبات المطر ! معلنة للملأ استصراخ المشاعر ... و طالبه النجدة ... يدا ...حضا ... همسا ... لمسا ... وقتها لا تكفي النظرات من بعيد ! بل يصبح البعد الجغرافي معول هدم للعلاقه الانسانية . وقت الدمعه يستصرخ الطفل الحضن الدافي و اليد الحانية . وقت الدمعة يبحث عن الأم في تلامس جسدي عالي الشحنات الانسانية و احتواء مكاني جميل ! لا التشفي اللئيم و العتاب السمج . وقت الدمعة يبحث عن أضلع تحتوي قَلبه الفَزِع .... النازق ... الحائر ... العالق بين قوانين البشر ؟ رائعة لحظة احتضان عيون باكية ..و احتواء حاجه أنسانية ! و كم هو جميل هدهدة مُرتحِل ... و صريع الايام ؟
و أجمل من ذلك بكثير سكون العواطف الانسانيه بعد ثورة !! و تلاشي النحيب !! و صوت الصمت .... حتى يصبح من السهل جدا أحصاء أنفاس الطفل ... وعد دقات قلبه ؟؟؟ بعد ذلك كله تشرق شمس أبتسامته من جديد .... بنظرة ذهبية ... تمحو ليل سوء الفهم فيما بيننا و تبدد غيوم ألم العتاب !! و نعود نسمع صدى ضحكته... و يعود الطفل ... طفل ؟؟ و أعود أنا ألى مراو غته .. و الهرب منه .... و يعود هو في البحث عني .... و في خضم هذه اللعبه .... فجأه يختفي مني في الزحام ؟ و أختفي أنا منه بين الاوراق ؟؟ و لا يبقى لي منه غير تلك الحروف .. أ ط ف ا ل


أسماء ابراهيم مكي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق