الأحد، 12 أغسطس 2012

العيد 😊

كنت أحسب و أنا صغيرة أن العيد للكبار فقط ... ! و نحن معشر الأطفال لا شأن لنا فيما يدور حولنا من استعدادات كبيرة .. في المطبخ .. و في غرفة الاستقبال ... و في الشارع حتى ؟ كنت ارى حركة امي المتسارعة في أرجاء بيتنا العامر مع خدمها .. و كأن امي قائد فيلق في جيش ! بالضبط هذا ما كان يتبادر الى ذهني .. ؟ تدرون وقتها كنت أحسب ان امي مشغولة عني .. بملاحقة ذرات الغبار هنا و هناك ... فأتسلل الى غرفة الضيوف .. و أغلق بابها علي .. و أختار أجمل كرسي .. في الصدارة .. و اجلس عليه .. أقلد صديقة لأمي تعجبني جدا طريقة حديثها .. و شياكتها :) ... اجلس .. و أرفع نفسي عاليا .. و أمسك استكانة الشاي بيد .. و ابتسم بطرف خفي ... لمن كان سعيد الحظ و جلس بجانبي ! و فجأة اتخيل ان طفلا قد دنا مني .. فأنحني عليه .. أمسح على رأسه ( مثلما يفعل الكبار معي ) و أساله بلطف شديد : ما اسمك ؟ 
و ابتسم ابتسامة عريضة و انا أضع يدي على كتفه قائلة : عيدك مبارك .. خذ هذه العيدية . 
و فجأة و انا أمد يدي له تفتح الباب علي الخادمة و تطلق صرخات الاستغاثة : ماما تعالي شوفي هاذي بنية كبيرة مال انتي يخرب غرفة مال ضيوف ... تهرع امي حينها قوات تدخل سريعة .. : انتي ليش هني .. ؟ شنو قاعدة تسوين ؟ وي ... وي .. بعد قاعدة تلعبين بالأستكانات ؟
اسماء ... ما عندج شيئ تسوينه :@ انتي بنتي العودة .. بدال ما تساعديني ...قومي من الكرسي .. و عدلي مكانج .. رجعي الستكانة في الصينية ..يلا .. يلا روحي مع أخوانج الدار و ناموا .. باجر ورانا قعدة من الفجر .. يلا ... يلا ... هنا أتنح انا أمامها ... بدون كلام ... فقط انظر إليها .. وهي تعيد ترتيب الغرفة .. من بعدي و تطفأ الانوار .. و اضيع انا منها .. حتى تنادي : اسماء ... اسماء .. ؟ أين انتِ ؟ و انا صامته .. تفتح الأضواء مرة أخرى .. تنظر إلي ... ماذا ؟ تسأل ؟ .. أريد ان العب لعبة الكبار في يوم العيد .. أجاوب ... تبتسم .. اذهبي للنوم الآن ... و غدا سوف نلعب جميعا .. هذه اللعبة !
غفوت على ابتسامة امي .. و صحوت ... على قبلات أولادي .. صباح الخير ماما .. و عيدج مبارك .. أين انا ؟ التفت .. فإذا انا في بيتي .. لا بيت امي ... ؟؟ و اذا بالطفلة غدت دون أمٍ .... تذكرت دمعت عيناي ... !! ماذا ؟ سألت ؟
اخذوا بيدي .. الى غرفة الضيوف .. حيث اعدوا لي أستكانة الشاي... و جهزوا المكان ... ؟ اليوم فقط عرفت ان العيد في هذه الأيام ... للأطفال .. و ليس للكبار :)

عيدكم مبارك و تقبل الله طاعتكم 




اسماء ابراهيم مكي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق