مما لا شك فيه أن النجاح في اختيار الزوج او الزوجة الصالحة لأبنائنا لا سبيل اليه إلا عن طريق الاتصال المباشر بين الأفراد و العائلات و المعرفة الشخصية العميقة الجذور ، لا المعرفة الشخصية السطحية القائمة على الصدفة العابرة أو الأخبار المتناثرة . و هذا مقتضى قوله صلى الله عليه و سلم : " إذا جاءكم من ترضون دينه و خلقه فزوجوه " .
و كيف يمكن التثبت من دين المرء و خلقه إلا بالمعاشرة و المعاملة ، و ما أدق ما سنه عمر بن الخطاب رضي الله عنه في معرفة الرجال ... حينما جاءه رجل يشهد لرجل آخر .
فسأل عمر الشاهد : أتعرف هذا الرجل ؟
أجاب الشاهد : نعم
. قال عمر : هل أنت جاره الذي يعرف مداخله و مخارجه ؟
أجاب الشاهد : لا .
قال عمر : هل صاحبته في السفر الذي تعرف به مكارم الأخلاق ؟
أجاب الشاهد : لا .
قال عمر : هل عاملته بالدرهم و الدينار الذي يعرف به ورع الرجل ؟
أجاب الشاهد : لا .
فصاح به عمر : لعلك رأيته قائما قاعدا يصلي في المسجد ؟
رد الشاهد : نعم .
فقال له عمر : اذهب فإنك لا تعرفه . و التفت إلى الرجل الأول و قال له : اذهب و أئتني بمن يعرفك .
ليت كل أم و كل أب .. يقولون قول عمر لأولادهم قبل اختيار الشريك حتى نتجنب الوقوع فيما حذر منه النبي من فتنة و فساد كبير .
" محمود هلال ... كتاب قطوف الرياحين"
" محمود هلال ... كتاب قطوف الرياحين"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق