الأربعاء، 1 أغسطس 2012

رسالة الى ولدي في أول يوم عمل :

اصبر ولدي الحبيب فزمن الطفولة قد ولى ،و انت اليوم تصنع المستقبل بحروف عرق جبينك المعطر برائحة التحدي و الاصرار على كتابة مستقبل زكي الرائحة ، رائع الالوان ،يحمل رقة مشاعرك في عنوانه .

ولدي الحبيب ..لست انا ممن يتبنى نظريات لاتمت الى الواقع بصلة، فلا يوجد عندي مسوغ لأن نظلم احد ،او ان نظلم أنفسنا، و نحن نشق طريقنا في أول مراحل حياتنا العملية ! ما اعرفه يا ولدي اننا كبشر عبارة عن ذرات رمال مخلوطة بدم الحياة ..مثل مزيج الأسمنت الذي تراه في المصنع عندك قبل صبه في قوالب ! 


الحياة يا ولدي بأحداثها وسائل ضغط كي تتقارب جزيئاتنا أكثر .. و بذلك نتخلص من فراغ الجهل .. فتأتي المعلومة مكان الفراغ .. فتذوب حبة الرمل في الدم فيتماسك بنيان نفوسنا :)

و كلما ازداد ضغط الأيام ... أزددنا صلابة و قوه تحمل .. فتحركت دماء جديدة بداخلنا .. ترتوي من معلومة جديدة ... فيتعافى البدن .... و تتعافى الروح و تزدان :) فيزدان الكون أعمارا وعدلا .


فالجهل يا ولدي .. هو عدونا ! 
لا ظروفنا .. و لا أقدارنا .. و لا حتى دخلنا و بيئتنا !

الجهل هو مشكلتنا و مع الوقت أصبح عدونا !
الجهل ليس معلومة ،و لكن إرادة ! و سنوات عمرنا الحجر الأسمنتي الذي تصنعه انت الان ! إذن ..ولدي ..الان امام كل واحد فينا ان يختار،ا ما ان يكون ناطحة سحاب ترنو لها الابصار، او ان يكون بيت خاو على عرشه ... ترتع فيه الجيفه !!

لي و لك يا ولدي حرية الاختيار، و حرية التعلم و الاستفادة من دروس الحياة في العمل .
لن أستطيع مساعدتك ولدي فيما لا اؤمن به من وسائل التخدير الموضعي من انا الوظيفة عمل مؤقت ! و الالتزام هدر للطاقة الشبابية ! و ان الدخل الشهري هو معيار التفاضل و التقييم !


فلست ممن لم يرى ألم و فشل من استخدمها ! لذا انا لا انصحك بها ... كما انني لا أتعاطى المؤقت في العمل و في الشعور و في العقل !

 ولدي تربى رسول الله أربعين عاما حتى يستطيع حمل رسالة التغيير في العالم ... ! لم يرتقي قبل ذلك منبر الخطابة في دار الندوه ... برلمان مكة ... ! ولدي من يقطف الثمر قبل نضجه ... فليتوقع مرارة طعمه و قصر عمره ! 
فهل تتوقع يا ولدي ان لهذا الثمر مشتري ؟؟! 
ولدي الحبيب ... هذه هي القيم .... و هكذا هم القادة .

بقلم:أ.أسماء ابراهيم مكي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق