الاثنين، 10 سبتمبر 2012

ما هي الانسحابية ؟؟

الأنسحابية حيلة نفسية هروبية ، تهدف الى تخفيف التوتر و القلق ، بالابتعاد عن الموقف المؤلم الذي يسبب الاحباط و النقد او العقاب و الأهانة . 
و يأخذ الانسحاب أشكالا كثيرة من أهمها الآتي :


1 . الهروب من الموقف : فالشخص الذي يجد الصد و عدم التقبل من الناس ، يبتعد عنهم ، و يفضل الوحدة و العزلة ، و الشخص الذي يخاف من الفشل يبتعد عن التحديات و المنافسات في العمل او الدراسة . 


2. الخضوع و الاستسلام : عندما يشعر الشخص بعدم الكفاءة في المواقف الاجتماعية ، يخضع للاخرين ، و يصبح أتكاليا ضعيف الشخصية سهل الأنقياد و الاستسلام ، خجولا منطويا على نفسه ، لا يرغب في تحقيق اي هدف .
و يعتبر الانسحاب من الموقف سلوكا عاديا اذا كان وسيلة للابتعاد عن المشكلة مؤقتا .. ثم العودة لمواجهتها باساليب جديدة مناسبة . 
اما الانسحاب الذي ينتج عن رغبة في العزلة و تجنب الناس و الزهد في تحقيق الأهداف ، فيعتبره علماء النفس و الأطباء العقليون من العلامات الخطيرة لسوء التوافق ، لأنه حيلة نفسية دفاعية لتخفيف مشاعر القلق و التوتر و الدونية التي تنتج عن الشعور بالعجز عن مواجهة المواقف و عن الفشل في التغلب على العوائق التي في الموقف .
و يعاني الشخص الأنسحابي من تأخر في نضوج الشخصية ، و من الشعور بالنقص ، مما يجعله يتجنب مصاحبة الناس لخوفه من النقد و الأهانة و العقاب ، و يبتعد عن المواقف التي تتطلب منه جهدا أو التي تضعه في منافسة و تحد مع الآخرين حتى لا يتعرض للفشل و الإحباط . 
و الطفل الأنسحابي هادئ ، منطو على نفسه ، خجول سريع البكاء ، تجرح أحساساته بسهولة ، لا يثق بنفسه و لا بالآخرين ، و قد يعاني من التبول اللأرادي ، و قضم الأظافر و مص الاصابع .
و من الملاحظ أن المدرسين و الآباء لا يهتمون بمشكلة الطفل الأنسحابي مثل اهتمامهم بالطفل العدواني و المشاغب و العنيد ، مع ان الأنسحابية أشد خطرا من العدوانية على النمو النفسي في مرحلة الطفولة لسببين : 


1. العدوان سلوك صريح يساعد على تفريغ الطاقات و تخفيف التوترات النفسية ، اما الأنسحابية فليس فيها تعبير صريح ، و تزيد التوتر و القلق و الألم ، و تؤدي الى سوء التوافق . فالطفل الأنسحابي تعس في حياته لكنه لا يفصح عن ذلك . 


2. الطفل العدواني يواجه أحباطاته بالتمرد و المروق و المشاغبة و العصيان و العناد ، و هي سلوكيات مزعجة للآباء و المدرسين ، تجعلهم ينتبهون لمشكلة الطفل ، و يبحثون عن حل لها . 
اما الطفل الأنسحابي فيعترف بهزيمته و فشله و خيبة أمله ، و لا يحاول التحدي و الافصاح عن مشاكله و صعوبات حياته ،
فلا يعرف احد بها و لا يجد لها حلا ، مما يجعله عرضة للعصاب و الذهان و الانحرافات السلوكية . 
لذا يجب عناية الآباء و المدرسين كبالأطفال الانسحابين ، و معرفة أسباب أنسحابيتهم و علاجها في الوقت المناسب ، و تشجيعهم على مشاركة الآخرين ، و الاقبال على النشاطات الاجتماعية ، و حثهم على الإقدام و المثابرة ، و تنمية ثقتهم في أنفسهم و في الآخرين .


كتاب الصحة النفسية في ضوء علم النفس و الإسلام 
د. محمد عودة محمد و د. كمال ابراهيم مرسي.

هناك تعليق واحد: